تجليات الرمز عند شعراء أبها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 يعد استخدام الرمز في الشعر الحديث من أکثر الظواهر الفنّية حضوراً ولفتاً للانتباه،وأضحى أحد وسائل التعبير عن مقاصد التجربة الشعرية وحمولاتها، وإذا نظرنا في معاجم اللغة العربية نجد ابن منظور في لسان العرب يعرّف الرمز بأنه:" تصويت خفي باللسان کالهمس، ويکون تحريک الشفتين بکلام غير مفهوم اللفظ من غير إبانة بصوت ، وقيل : الرمز  الإشارة والإيماء، رَمَزَ إليه رَمَزَ رَمْزًا : أوْمَأَ وأَشار بالشَّفَتَيْن أو العينين أو الحاجبين أَو أيّ شيء کان ،وفي التنزيل العزيز : (قَالَ آيَتُکَ ألَّا تُکَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ إِلا رَمْزًا)، ورَمَزَ الظَّبْيُ رَمَزانًا : وَثَبَ، و رَمَزَ إلى الشيء بکذا : دَلَّ به عليه ، و رَمَزَ فلانًا بکذا : أَغْراه "وهذا المعنى اللغوي هو في حقيقته قريب من معنى الرمز في الحقل الأدبي  الذي يمثل " الإشارة بکلمة تدل على محسوس، أو غير محسوس، إلى معنى غير محدد بدقة، ومختلف حسب خيال الأديب، وقد يتفاوت القراء في فهمه وإدراک مداه، بمقدار ثقافتهم، ورهافة حسهم ، فيتبين بعضهم جانباً منه وآخرون جانباً ثانياً، أو قد يبرز للعيان فيهتدي إليه المثقف بيسر"،وقد يلجأ العديد من الشعراء إلى استخدامه للتعبير عن تجاربهم وأفکارهم وعواطفهم، فهو يمثل کل إشارة أو علامة محسوسة، تذکر بشيء غير حاضر،ويعد استخدام الأديب له دليلاً على عمق ثقافته، وسعة اطلاعه، وخبرته ، وهو ما أکد عليه عز الدين اسماعيل معللاً ذلک بأنه لابد "للشاعر الذي يرغب في توظيف الرمز في شعره من ثقافة وتجربة واسعة ،لأن الرمز مرتبط ارتباطاً مباشراً بالتجربة الشعورية التي يعانيها الشاعر.
 

الكلمات الرئيسية