يطلق على اليهود والنصارى فى التراث والحضارة الإسلامية ألقاباً شتى کان أشهرها: أهل الکتاب ، وأهل الذمة ، وحددت الشريعة لإسلامية حدوداً ووصايا للتعامل معهم ضمنت لهم حقوقا ، وألزمتهم بما عليهم من واجبات دون ظلم أو حيف وإجفاف فى حقهم . إلا أن التطبيق العملى قد شابه بعد التجاوز الذى کان بسبب ظروف آنية للحدث ، أو للشخص الذى يتولى السلطة ، أو ممن يؤمرون بتطبيق الأحکام فربما يحيدون عن جادة الحق . وفى الظروف الطبيعية تبعاً لأحکام الشريعة الإسلامية ، کان لأهل الذمة حرية تنظيم شؤونهم الداخلية کل حسب انتمائه اليهودى أو النصرانى أو على حسب معتقده وانتمائه المذهبى ، فکان يترک لهم حق التقاضى فيما بينهم ، وممارسة أمورهم متفقين أو مختلفين ، فإذا ما ظل خلافهم وفشلوا فى حله ، ثم عرضوا أمرهم على الحاکم أو القاضى المسلم کان عليهم الانصياع التام لحکمه وفقاً للشريعة الإسلامية ([1])
([1]) الماوردى ( على بن محمد بن حبيب المصرى البغدادى) :- الأحکام السلطانية – القاهرة 1298هـ / ص139 . ويذکر البعض أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد أعطى لرئيس اليهود أو متولى أمورهم لقب رأس الجالوت ،وجعل له سلطة إدارة شؤونهم فى الدولة الاسلامية انظر : عبد الرازق أحمد قنديل – المواريث فى اليهودية والإسلام – مرکز الدراسات الشرقية - ج القاهرة – 2008م ص 12 ، 13