رواة الحديث النبوي في عيون النحويين دراسة نحوية نقدية تطبيقية العکبري ت 616 هـ في إعرابه للحديث النبوي أنموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله الذي حفظ اللغة بکتابه ؛ فقال جل شأنه: ﭽﯣ  ﯤ   ﯥ  ﯦ  ﯧﭼ([1]), والصلاة والسلام على خير من نطق بالضاد ، وخُصّ بجوامع الکلم ؛ وبعد.
فإن لُبّ الفصاحة والبيان في حديث النبي العدنان – r- , وبعد أبحاث ورسائل علمية متعددة وجادة , تيقن وأيقن الجميع بما لا يدع مجالا للشک والريبة أن عدم الاحتجاج بالحديث النبوي الشريف کانت فرية على اللغويين, فهل سيحتج بکلام الشعراء ويترک کلام الصحابة الأجلاء , وهم من رووا أحاديث المعصوم – r-  أم أن کلامهم حجة في الشعر وليس حجة في النثر ؟ .
وما ذکره العکبرى على الرواه في کتابه إعراب الحديث النبوى کانت مثار دهشة وانزعاج , فقد أعطانا في کتابه لون من ألوان المعرکة بين ما ينقله الرواه وما يحتج به النحويون ؛ ولذلک کان البحث بمثابة وقفة مع کلام العکبرى على أنه عالم نحوى للنظر والحکم على رواة الاحاديث النبوية من خلال کلام النحويين نظرة تطبيقية ؛ فقمت بقراءة کتاب إعراب الحديث النبوى للعکبرى قراءة متأنية واستخرجت مواضع الحکم على الرواة وقمت بوضعها في الميزان النحوى والنقدى من خلال الأصول النحوية واختلاف اللهجات العربية لننظر من حيث القبول والرفض لما جاء به العکبرى في کتابه , ولنرسخ فکرة الرواة هم سند من أسانيد اللغة والتقعيد النحوى . 
وقد دفعني البحث في هذا الموضوع عوامل عدة أهمها ما يلي :
أولا : أن التعامل في القضايا والموضوعات , والحکم عليها ؛ يکون مضبوطا بأساسيات العلم المنطوي تحته , ولما کانت قضية الاحتجاج مضبوطة بالعمق الزمني والواقع الجغرافي بغض النظر عن الأفراد والأشخاص ؛ فلا ينبغي بحال أن يتدخل الحکم بناء على تعامل الأفراد , وهذا ما وقع فيه أغلب المانعين في الاحتجاج بأحاديث المختار – r-  .
ثانيا : إلقاء الضوء على أهمية السنه النبويه في الاحتجاج ؛ والتقعيد لقواعد علم العربية ؛ خاصة وأن مرحلة صدر الاسلام وما بعدها إلى عصر المولدين وإلى زمن انتهاء الاحتجاج ؛ شهدت أکبر ثروة نثريه سواء أکانت خطابية أم رسائل کتابية



[1] ) سورة الزمر من الآية  ٢٨ .