ما لا يُبتدَأ به في العربية وأثره في الدروس النحوية والصرفية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

يتناول هذا البحثُ الحديثَ عن (ما لا يُبتدأ به في لغتنا العربية من الحروف والأدوات والتوابع والفضلات والعُمَد وغيرها), وشرحت فيه أسباب عدم البدء بهذه الألفاظ, وقد تعدَّدت هذه الأسباب؛ فمنها ما يتعلق باستحالة النطق, ومنها ما يتعلق بقبح الکلام, ومنها: اللبس على السامع, ومنها: عدم الفهم وعدم الفائدة, ومنها الاتصال والجزئية من حيث اللفظ والمعنى.
ثم تناولت -بعد ذکر الأسباب- أثر عدم البدء بهذه الألفاظ في الأحکام النحوية والقياسات الصرفية, وهذا جوهر البحث ولبُّه, وقد ظهرت لي آثار کثيرة منها ما تقارض لإثبات حکم أو قاعدة نحوية أو صرفية.
وقد مهَّدتُّ لهذا البحث بالتفرقة بين الابتداء والتقديم؛ لما لهذه التفرقة من دور مهمٍّ في فهم البحث وإيضاح أهدافه؛ إذ يمکن الاعتراض على عدم البدء بلفظٍ ما عند الجمهور بأنه قد بُدِئ به, في حين أنه مقدَّمٌ فقط على لفظٍ آخرَ وغيرُ مبدوءٍ به؛ فالکوفيون جوَّزوا تقديم المعطوف على المعطوف عليه في سعة الکلام بشروط, والبصريون جعلوا هذه الشروط للشعر فقط, ولم يجوِّزوا هذا التقديم في الکلام مطلقًا, ومن هذه الشروط ألا يؤدي التقديم إلى وقوع حرف العطف صدرًا؛ فلا يقال: "وعمرٌو زيدٌ قائمانِ", والمراد: "زيدٌ وعمرٌو قائمانِ".