خطاب الشَّعب في شعر الشَّابي دراسة في المدلول الفکري والنقدي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 (اتخذ (الشابي) من خطاب الشّعب وسيلة فنية لتجسيد روح الوطنية والقومية بشکل فريد، يخالف ما تعارف عليه الشعراء من تصوير بيئاتهم الوطنية والتغني بأمجادهم، لقد رغب عن التغني بالأمجاد وآثر أن يوقظ في شعبه روح الثورة والتمرد على واقعهم الاستعماري المرير، لم يرض بفقرهم وتخلّفهم عن رکب الإنسانية، فراح ينفث فيهم تلک الروح الأبية، ووقف قدراً کبيراً من شعره لتحقيق تلک الغاية، ولقد خرج عليهم في صور فنية مختلفة، أبرزها شخصية الواعظ الأمين ليقدم إليهم رسالة إنسانية  هادفة بطريق الخطاب الفني المباشر ، ولقد کانت علاقته بشعبه شائکة ليأسه من استجابتهم لدعوته من جهة وتمردهم عليه واستقلال شأنه وفضله، فاتخذ من الغاب ورحاب الطبيعة ملجأً ليريح نفسه من عناء کفاحه المرير. وفي سبيل الکشف عن موقف الشاعر من شعبه، وتعريف مصطلح الخطاب وکيف آثره وسيلة للتواصل معهم، مروراً بشخصية الشابي وثقافته، وتوضيح مفهوم الشّعب وعلاقته بدلالاته الفکرية والنقدية في الخطاب، والکشف عن رسالة الشابي إلى شعبه، ثم انتهاء بتناول السّمات الفنية للغة الخطاب في شعره، والتي تمثلت في نزعته الذاتية، ومعجمه الشعري، ونزعته الخطابية، وتوظيف التکرار، والصورة الفنية، والموسيقى، والإطلاق والمبالغة، ثم الطابع الوطني والقومي، لقد حرص البحث على تناول ذلک بما يحقق الغاية من تناول مثل هذا الموضوع).