توظيف قصص الأمثال التّاريخيّة في الشّعر الجاهليّ عديّ بن زيد العِباديّ نموذجاً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

     تعدّ الأمثال خلاصة ثقافات الشعوب وعصارة خبرتها في الحياة، وتفسيرها لظواهرها المختلفة، وسجلاً لأفکارها وعاداتها وتقاليدها؛ فهي تعکس أسلوب تفکيرها، وعلمها، وميولها، واعتقاداتها، وثقافتها، وکثيراً من سلوکها، وهي خلاصة العلاقات بين الناس و ثمرة تجارب الحکماء والمعمَّرين، ولا يقتصر انتشارها على فئة معينة من الناس، فهي متعلقة بالمجتمع کله، وتتسم بسرعة انتشارها وسيرورتها حتى قيل: " أسير من مثل"([1]).
      وقد عُرفت الأمثال عند العرب في العصر الجاهلي، وانتشرت انتشاراً واسعاً کَحال الشعوب جميعها، وقد أکثرَ العربُ من صنعها وضربها في جميع أحداثهم وشؤون حياتهم، وکثيراً ما کانوا يستشهدون بها في خطاباتهم، يقول الجاحظ: "کان الرجل من العرب يقف الموقف، فيرسل عدة أمثال سائرة، ولم يکن الناس جميعاً ليتمثلوا بها إلا لما فيها من المرفق والانتفاع"([2]) فکانت تعبيراً صادقاً عن حياتهم بصورها المختلفة، إلى جانب أنها حفظت جانباً مهماً من أدبهم ولغتهم وأسلوب تعبيرهم، يقول ابن عبد ربّه: "هي وشي الکلام، وجوهر اللفظ، وحِلَى المعاني، والتي تخيّرتها العرب، وقدّمتها العجم،