الرد علي القمص زکريا بطرس في تساؤلاته حول الإعجاز اللغوي في القرآن الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

إنّ منطلقَ الدّراسةِ المُعْتَمَدَةِ في هذا البحثِ في بيانِ أثرِ الاختلافِ بينَ النَّحْويّينَ في الأوجهِ الإعرابيّة في تفسيرِ الآياتِ القرآنيّةِ، إنّما هو اکتناهٌ لمعاني النَّحْوِ في الإفصاحِ عَنْ تفسيرِ العديدِ مِنْ آيِ الذکرِ الحکيمِ؛ إذ لا يخفى على دارسِ العربيّةِ الارتباطُ الوثيقُ بينَ المعنى والحالةِ الإعرابيّةِ.
وَمَنْ يتتبّعْ نشأةَ النّحْوِ الأولى، وتقعيدَ العلماءِ له، يلحظْ أنَّ تعدّد الأوجه في تحليل أحد العناصرِ الترکيبيّة أمرٌ شائعٌ ومألوفٌ، فيرى أحياناً أنَّ أحدهم قد يجيزُ غيرَ وجهٍ في عنصرٍ ما، کما يألف الخلاف بينهم في أثناء التحليل، ولذلک شاعَ الجواز في تحليلهم، وکثر الأخذ والرّد بالترجيح أو التّضعيف أو الرّفض؛ فکان إثر ذلک، من البديهي والطبعيّ أن تختلفَ آراؤهم، وتتشعّبَ مواقفُهُمْ، وتتعدّدَ أوجهُهُم في تحليلاتهم، راسمين للّغةِ في ضوءِ هذه الاختلافات کلِّها، الغناءَ في التنوّعِ المعنويِّ، والنّماءَ في التعبيرِ الدّلاليِّ.