أساليب الشعراء في التعبير عن الکرم دراسة تحليلية موازنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

لما کانت الأمة العربية "مفطورة على البلاغة ومجبولة على حبها والعمل بمقتضياتها، وکان الشعر ديوان بلاغتهم، وسجل فصاحتهم، ومستودع ثمار عقولهم وقرائح أذهانهم، ورياض أفکارهم، وميدان إبداعهم وإمتاعهم، ومجال تأنقهم وتألقهم، فکان ديوانهم هذا في حاجة إلى دراسات واسعة جادة وبحوث أمينة تظهر ما فيه من روائع الفکر، ونواصع الترکيب، وجودة الأساليب، وغرر التصوير، وبراعة التحبير.
 وهذه الأمور تعتبر أقطابا للبلاغة العربية، تکونت منها، انبنت عليها، وقامت لها وبها، ودرست من خلالها.
وهذه الخصائص لا يخلو منها شعر عصر من العصور، مع تفاوت واضح في مستوى الأداء وطريقة التعبير والتصوير، وإن کانت أشعارهم - وهم العرب تقدم زمانهم أو تأخر- ناضحة وکاشفة عن سمو في التفکير، ورقى في التعبير، وتأنق في التصوير، وکاشفة عن بلاغة أصيلة تشوق وتروق، ولما کان الشعر کذلک کان دائما وأبدا في حاجة إلى أقلام جادة مستنيرة، تکشف عن جوهر البلاغة في هذا التراث الأصيل