تذوق "عبد القاهر" الفني في کتابه "دلائل الإعجاز"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد...
       فقد شغل عبد القاهر الجرجاني وکتاباه "الدلائل" و"الأسرار" عددًا غير قليل من أبحاث ودراسات ومؤلفات المکتبة العربية، وملآ حيزًا کبيرًا من مکتبة البلاغة العربية. لکن هناک – في تراثنا العربي- ما إن قلبته وجدت فيه جديدًا، مهما تکاثرت عليه الأيدي، ومهما تعددت فيه الدراسات، ومؤلِّفنا ومؤلَّفنا (بفتح اللام) من هذه النماذج التى کالأترجة کلما قلبتها فاح عطرها، واستمتعت منها بالجديد.
والإمام عبد القاهر الجرجاني أمة في علم البلاغة بکتابيه اللذين يمثلان سَنَام مصادر البلاغة العربية، وقمة مصنفاتها. وقد کان من بين ما تميز به الشيخ عبد القاهر فى کتابيه، منهجه في تذوق وتحليل الآيات والأبيات التي زخر بها الکتابان، بمختلف أنماطها.
وزاوية مدخلنا في هذه الدراسة، هي الرؤية المغايرة لعبد القاهر في تذوقه الفني لعدد من النماذج التي خالف فيها تذوق غيره، وبحث وحلل، وشرح ووضح، وبرهن واستدل، ثم حکم بغير ما حکم به الآخرون، وأدرک من المعاني، ما لم تدرکه قامات من اللغويين الذين سبقوه.