حو ار النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الشباب أهدافه البلاغية وخصائصه الأسلوبية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

يعدّ الحوار إحدى الوسائل المهمّة في الخطاب؛ فقد ورد في القرآن الکريم والحديث النبوي الشريف، کما استعمله الشعراء والبلغاء في کلامهم المنظوم والمنثور، وقد أشار الدارسون إلى أهميته قديمًا وحديثًا، وعدّوه من الأساليب التي تحقّق للخطاب نصيبًا من البلاغة، وتفتح له طريق الوصول إلى عقول المخاطبين وقلوبهم على حدٍّ سواء.
    وقد اهتم الدارسون بالحوار القرآني بحثًا وتحليلاً، أمّا الحوار النبوي فقد بدأ الباحثون يعنون به ويوصون بدراسته؛ وأوصت دراساتٌ حديثةٌ إلى ضرورة العناية بدراسته؛ وذلک بوصفه بابًا واسعًا، وموضوعًا مترامي الأطراف، وميدانًا فسيحًا للبحث، وفيه کثيرٌ من الموضوعات التي يمکن أن تناقش وتبحث فيه.
        وإذا نظرنا إلى الحوار في السيرة النبوية فإنّنا سنجد أنّه إحدى أبرز الطرائق التي اعتمد عليها النّبي صلى الله عليه وسلم - في توصيل دعوته، وتربية أصحابه، وإقناع خصومه، وقد بدا لنا من خلال البحث والاستقصاء أنّ اهتمامه صلى الله عليه وسلم -بالشباب کان کبيرًا في حياته؛ فقد حظي الحديث النبوي الشريف بأنواعٍ من الحوار معهم، تصلح لأن تخصّص لها دراسة علمية موسّعة. وقد کان اختيار هذا الموضوع لأهميته ومسوّغاته