مخالفة الأصل في نهج القراء العشرة بين الرواية والدراية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فبين علم القراءات واللغة العربية صلة وثقى، ووشيجة کبرى، حيث إن روايات القراءات القرآنية، مشهورها وشاذها هي أوثق الشواهد على ما کانت عليه ظواهر اللغة الصوتية والبنيوية، والترکيبية والدلالية في مختلف اللهجات العربية، کما أنها بحر زاخر بالمادة اللغوية التي تصلح أساسا للدراسات الحديثة، التي يلمح فيها المرء صورة تاريخ هذه اللغة الخالدة.
     وقد قدّمت القراءات القرآنية للعربية خدمة کبرى بما تضمنته من أوجه خلافية في جميع المستويات اللغوية، کانت محفلا خصبا لإعمال المنهج العلمي في التأليف والتصنيف، والأخذ والرد، والتحليل والتعليل، والاستشهاد والاسترشاد فکان ثمرة ذلک ظهور اتجاهين في ساحة الدرس والتأليف في القراءات: کتب (علم الرواية) وهي کتب تعنى بالکلمات التي وقع فيها خلاف بين القراء في أصول القراءات وفرشها، منها مؤلفات في القراءات السبع، وأخرى في الثمان أو العشر أو الأربع عشرة، ومنها ما اقتصر على ثلاث قراءات أو قراءة واحدة أو رواية، وبعضها اقتصر على القراءات الشواذّ، وأغلب هذه الکتب ألف نثرا، وبعضها نظم، وهناک شروح للنظم وحواش عليه. کما ظهرت أيضا کتب (علم الدراية)