وظيفة الشَّاهد الحَدِيثيِّ في المعاجم العربيَّة من بداية القرن الخامس إلى نهاية القرن التاسع الهجري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحديث هو المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وفيه بيان له، ولما فيه من أحکام وتکاليف وشرائع وحوادث وقصص. وهو إضافة إلى ذلک وحي من الله إلى نبيه، فهو بلفظ النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أن المعنى من الله، تبارک وتعالى. وبذلک يکون الحديث في مرتبة القرآن من حيث وجوب الاتباع، وکونه من عند الله، والصحابة لم يفرقوا بين حکم ثبت بالقرآن وحکم ثبت بالسنة.
والحديث النبوي- إضافة لما سبق- وثيقة لغوية ثمينة؛ ذلک أن قائله أفصح العرب، محمد صلوات الله وسلامه عليه، والفصيح قادر على أن يرتجل ألفاظاً، ويزيل أُخَرَ، وينقل معاني ألفاظ من مجال إلى آخر، وتجري على لسانه عبارات وتراکيب تحمل فصاحة وبلاغة ناصعتين، وهذا کله يتمتع به الحديث النبوي الذي حفل بضروب وأفانين من الفصاحة والبلاغة، وما جوامع الکلم إلا مثال واضح على علو بيان الکلام النبوي، وإعجاز بلاغته.