إِصْـلاحُ اللَّفْـظِ فِي الْعَـرَبِـيَّةِ (مَفْهُومُهُ ووَسَائِلُهُ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

      الحمد لله ذي الجلال والإکرام ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، وعلى آل بيته الذين جمعوا إلى طَيِّب الفعل حَسَن الکلام ... وبعد ..
      فإنَّ الکشف عن مواطن الجمال في العربية وخصائصها الذي رفع لواءه ابن جني في القرن الرابع الهجري- لا يزالُ في حاجةٍ إلى إذاعةٍ بين الناس ، ولا تزال أسرار الترکيب العربي التي طرقها مُتطلبةً إفشاءً ، مُقتضيةً إبداءً .
      وتلک اللغة الشريفة لا تنقضي أسرارُها ، ولا تُحْصَى محاسنُها ، ولا تنقطع فرائدُها ، وعلى تَفنُّن اللغويين في تَعدادها ، واستخراجها تذهب أعمارهم ، وتنتهي آجالهم وفيها ما لم يُکْشَف .
      ومن خصائصها تلک الظاهرة المطروحة على بساط البحث ، وقد برزت لي أوَّلَ الأمر في مسألتين أو ثلاث مسائل ، فنالت اهتمامي ، وجعلتني أرجع إلى ابن جني ؛ فقد عقد في خصائصه بابًا في إصلاح اللفظ ، وعَدَّ بعض صوره ، ومسائله ، ونَبَّهَ القارئ إلى أنَّ هذا الباب کثيرٌ واسعٌ ، ونصَحه بالتفطُّن له .
      وقد تلقيتُ نُصْحَهُ بالسمع والطاعة ، ويممتُ وجهي شطر کتب العربية ، فوقفت على مسائل أخرى کثيرة غير ما ذکرها ، وفي منتصف البحث جرى حديث بيني وبين أحد أساتذة کلية اللغة العربية بالقاهرة ، فأخبرني بأنَّ هناک کتابًا في هذا الموضوع عند فلانٍ ، فتوقفتُ عن البحث إلى أنَّ حصلتُ على نسخة الکتاب ، ونظرتُ فيه ، فإذا هو لم يخرج عما ذکره ابن جني ، وکان عنوانه (إصلاح اللفظ : دراسة تحليلية لما ورد في الخصائص لابن جني)، فازددت إصرارًا على مواصلة بحثي

الكلمات الرئيسية