فإن ابن مالک الأندلسي – رحمه الله – نظم القواعد النحوية والتصريفية في أرجوزتين . الأولى سمّاها " الکافية الشافية" ، وهي في نيّف وخمسين وسبعمائة وألفي بيتٍ . والثانية سمّاها الخلاصة ، أي خلاصة الأرجوزة السابقة " الکافية الشافية"، وهي في ألف بيت من مزدوج الرجز ، ولذلک أطلق عليها اسم " الألفية". وقد نالت هذه الأرجوزة البرکة ، وحظيت بالشهرة ، إذ تتابع العلماء من عصر المؤلف إلى عصرنا هذا على شرحها ، وإظهار کنهها ، وتبارى طلاب العلم في تعلمها وحفظها. وکان من أميز ما وصل إلينا من شروحها وأوسعها شرح الشاطبي – رحمه الله- " المقاصد الشافية في شرح خلاصة الکافية " ، فقد تنبّه لمقاصد ابن مالک من تأليفها وأشار إليها ، وتتبع قواعدها الکلية ونصّ عليها ، وحقق مسائلها المختلفة وأمتع في عرضها ، ونقّر عن خبيئات ألفاظها وأحسن في تبيين معانيها ، وفرض مشکلات على کلام المؤلف وأجاد في الإجابة عنها .