الْمَعَايِيـرُ النَّصِّيَّـةُ فِي سُـورَةِ نُوحٍ 

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله Y ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ، وبعد ...
فإنَّ للعربية أسرارًا کُثْرى ، ودقائق جُلَّى ، يقف على قَدْرٍ منها کلُّ باحثٍ حَصيفٍ في بنيتيها : السطحية والعميقة ، حين يستجلبه من نصوصها الفصيحة الرفيعة استجلابًا ، ليس على مستوى الجملة فقط ، بل على مستوى الجملةِ والنص ؛ لأنَّ الوقوف في نَشْدِ تلک الأسرارِ والدقائقِ عند حدودِ الجملةِ فقط إجحافٌ بها ، وتقليلٌ لشأنها ، والانطلاق في فضاء النَّصِّ لنَشْدِها إکبارٌ لها ، وإعلاءٌ لشأنها ؛ ففيه اجتذابٌ لأوجهِ الجمال ، واستدعاءٌ لآياتِ الجلال ، ومعرفةٌ بوسائلِ السبک ، واستلهامٌ لعلاقاتِ الحبک .
وإِنَّ القيامَ بالواجبِ علينا تجاه لغتنا الشريفة لا يتِم إلا من جهةٍ قراءة تراثها قراءةً واعيةً ، عاقبتُها قتلُ القديم فهمًا ، وغايتُها الانطلاق نحو مرحلة التجديد في الطرح بطريقةٍ تُلائم عقولَ أبناءِ العصر ، والتعرف على النظريات اللغوية ، والمذاهب النحوية الحديثة ، والاستفادة من طيِّبها ، والتنبيه على سيِّئها ؛ لأنَّ أکثر المعروضِ على السَّاحة الحداثية من موضوعاتٍ موجودٌ في لغتنا التي لا تخلق أسرارها ، ولا تنتهي عجائبها ، ومنتزعٌ منها انتزاعًا ، فقد کان حاضرًا في ذهن علمائنا القدامى ، وجرى على ألسنتهم ، وبَدَا في کتبهم الأصول ، ومن يَمَّمَ وجهه شَطْرَها أقرَّ بفضلِ السبقِ لأصحابها .

الكلمات الرئيسية