السَّبْکُ بَيْنَ نَحْوِ الْجُمْلَةِ ونَحْوِ النَّصِّ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله العزيز العليم ، والصلاة والسلام على النبي العربي الکريم ، وعلى آلِ بيته ذوي القلب السليم - مَدَى الدهور ... وبعد ..
فلقد بقيت الأمَّةُ العربيةُ على سليقتها الصافية ، تفيض ألسنتها من البيان سحرًا ، ومن الفصاحةِ دُرًّا ، ومن البلاغةِ أَرَجًا – إلى أن انتشرت رقعة الإسلام ، ودخل الناس في دين الله أفواجًا من کلِّ حَدَبٍ ، فتطرق اللحنُ إلى اللغة ، وبدأ ينشب أظفاره فيها ؛فَنَهَضَ الخاصَّةُ إلى جمعها من أفواه الخُلَّص ؛ لاستخلاص الضوابط المُوَجِّهة  ووضع القياسات الحاکمة ، فکان أنْ دنا منهم الشَّمُوس ، وذَلَّ لهم الجَمُوح .
وقد تسابق علماء العربية على التأليف في هذا العلم الجليل تأليفًا مستقلاًّ ، أو شارحًا لمؤلَّف ، من لدن الخليل بن أحمد إلى ما شاء الله تعالى ؛ فوصلت إلينا ضوابط الفصحى خالصةً کما استنبطوها ، وجاءتنا وافيةً کما استخرجوها ، ففريقٌ منَّا شَکَرَ لهم ذلک ؛ فأثنى عليهم خيرًا ، وبنى على ما بنوا ، وجَدَّد في المتناول ، وفريقٌ منَّا عاب عليهم عَدَمَ سبقهم الزمن ، وترْکَ التأليف في موضوعات ومصطلحات فرضتها طبيعة عصر العولمة . أَلا ساءَ ما يحکمون !