الحکم النحوي بين حکمين أو المنزلة بين المنزلتين عند النحاة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارک على نبيه وآله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد. .
فهذا بحث في مظهر من مظاهر أثر المتکلمين في النحو العربي، ولا سيما المعتزلة، وهو يبحث في أحد أهم الأصول عندهم وهو (المنزلة بين المنزلتين) التي ظهر أثرها في الفکر النحوي عندهم، ثم انطلق من بعدهم إلى نحاة آخرين تأثروا – دون أن يشعروا – بهذا المصطلح فاستعملوه تنظيراً أو تطبيقاً أو کلاهما.
وقد اتضح لي بعد معايشة هذا البحث أن أهم المباحث التي دخلها هذا الفکر هما مبحثا الحدود النحوية، ومبحث العامل، وهناک مباحث أخرى أصابها شيء من هذا المصطلح.
إن فکرة المنزلة بين المنزلتين تعدل في أحد وجوهها فکرة(التوسط) بين رأيين، وليس هذا هو المقصود هنا، وإنما المقصود هو تردد المسألة النحوية محل التنازع بين أمرين، کلاهما يتجاذبها من وجه، وبه يقع الخلاف بين النحويين في کنهها وتحديد ماهيتها.