الائتلاف الصوتي في اللغة على مستويي الکلمة والترکيب اللغوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد:
فإن الأصوات تمثِّل اللبنة الأساسية التي تُبنى منها المقاطع والکلمات والعبارات، التي بدورها تشکِّل اللغة في صورتها النهائية، فما اللغة إلا سلسلة من الأصوات المتتابعة، مجتمعة في وحدات أکبر، وعلى هذا فإن جميع اللغات بحاجة إلى تقديم دراسات للعناصر التکوينية لها، يترتَّب عليها دراسات أخرى لائتلاف عناصرها ووحداتها على المستويات المختلفة([1]).
وقد أشار الجاحظ([2]) وابن جني([3]) إلى طول الدراسات المتعلقة بالائتلاف الصوتي، کما أشار الدکتور تمَّام حسان إلى أن الائتلاف الصوتي أو ما أطلق عليه اسم المجاورة في السياق بحاجة إلى دراسات أوسع، ومجهود أضخم؛ لأن فيه الکثير من أسرار اللغة العربية، التي لا تبديها الدراسات التقييدية الشائعة في النحو والصرف والبلاغة([4])، وقال ابن منظور عن الحروف: "وأما تقَارب بَعْضهَا من بعض وتباعدها، فإن لَهَا سرًّا فِي النُّطْق، يکْشِفه من تعنَّاه... لشدَّة احتياجنا إِلَى معرفَة مَا يتقارب بعضه من بعض، ويتباعد بعضه من بعض، ويترکب بعضه مَعَ بعض، وَلَا يترکب بعضه مَعَ بعض"([5]).



([1]) انظر: دراسة الصوت اللغوي: 401.


([2]) انظر: البيان والتبيين: 1/69.


([3]) انظر: سر صناعة الإعراب: 1/66.


([4]) انظر: مناهج البحث في اللغة: 137.


([5]) لسان العرب: 1/14.