الدور السياسي لقبيلة بني سُلَيم في عصر النبوة خلال العهد المدني 1 هـ / 622 م – 11 هـ / 632 م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فإن دراسة الجوانب السياسية في حياة المجتمعات الإنسانية دلالة على حراک شعوبها ونضجها ، وإذا کان الحديث عن أحد جوانب المجتمع العربي في صدر الإسلام – وهو الجانب السياسي – فقد أزکته تلک الحياة القبلية التي کان يعيشها العرب عند بزوغ فجر الإسلام ، فالقبيلة هي إحدى مکونات نسيج المجتمع العربي ، وقد لعبت القبائل العربية دوراً بارزاً قبل الإسلام وبعده , إذ کانت القبيلة ذات کيان متکامل ، فلها زعيمها ورجالها وديارها وعلاقاتها الداخلية والخارجية، وقد وقفت بعض تلک القبائل بعلاقاتها عقبة في طريق نشر الإسلام بصفة عامة، وحجر عثرة في طريق إسلامها بصفة خاصة ، وهذا ما حدث مع قبيلتي قريش وبني سُلَيم في صدر الإسلام ، فإذا کانت قريش على رأس المناوئين للإسلام في مکة ، فقد کانت بني سُلَيم کذلک في المدينة بعد هجرته – صلى الله عليه وسلم – ولعل هذا الارتباط بين القبيلتين هو سبب تأخر إسلامهما حتى العام الثامن الهجري ، والجدير بالذکر أنه لم تمر سنة في العهد المدني دون احتکاک بين بني سُلَيم والمسلمين حتى دخلوا في الإسلام سنة 8 هـ / 629 م