الحمدُ لله القوي المتين، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، ومن سار على نهجهم، واتبع هداهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثم أما بعدُ: لقد إختار الله تعالى من بين عبادهِ قدوةً صالحةً للعالمين أجمع، ورحمةً مهداةً؛ وأولُ شافِعٍ وأولُ مُشَّفَع. قال تعالى )وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(الأنبياء: 107. وقد أکَّدَ ذلک جلَّ جلالهُ؛ أنَّهُ r الأسوة الحسنة التي يجب إتباعهُ، والإقتداء بهديهِ، والمضي على سنتهِ، فقال ) لَّقَدْ کَانَ لَکُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن کَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِيرًا (الأحزاب: 21.