لم يکن للعرب المسلمين عناية واهتمام ملموس بالبحر وصناعة السفن حيث ظلوا أعواماً عديدة يعتمدون في تنقلاتهم علي البر ، والفروسية في حروبهم وفتوحاتهم الإسلامية ، وبقي حالهم علي هذا المنوال حتي تم للمسلمين أمر مصر ، وما أن بدءوا يستقرون فيها حتي هاجمهم الروم بثلاث مائة سفينة تحمل آلاف الجند يقودهم مانويل الأرمني في السنة الخامسة والعشرين من الهجرة النبوية (645م) ، واستطاعوا دخول الإسکندرية ، والاستيلاء علي العديد من بلدان مصر حتي قيض الله عمرو بن العاصي ([1]) الذي قاد خمسة عشر ألفاً من المجاهدين ، وتمکن بفضل الله من طرد الروم ، وإخراجهم من مصر بعد معارک سطرها التاريخ فخراً وعزاً للمسلمين في صبرهم وجلدهم .
([1]) هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي فاتح مصر ، وأحد عظماء العرب قادة ودهاة ، ومن أولي الرأي والحزم ، أسلم في الحديبية وولي جيش: ذات السلاسل ، وولي عمان لرسول الله (ص) ، وفتح قنسرين وغيرها.
انظر : ابن حزم ( محمد على بن أحمد ) - جمهرة أنساب العرب دار الکتب العلمية – ط1 بيروت 1983 صـ 163 ، 164 وانظر الزرکلي ( خير الدين ) – الأعلام – م6 دار العلم للملايين – بيروت صـ 79 .