أثر العامية على من يتعلم الفصحى من غير الناطقين بها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تمثل العامية المستوى اللغوي غير الرسمي في البيئة اللغوية الواحدة التي تتعدد بحسب تعدد البيئات اللغوية  ؛وذلک يمثل صعوبة بالغة لمن يتکلم بالعامية من غير أهلها قبل أن يدرس الفصحى ويتقنها ؛إذ إنه لما يلتحق بمعهد لتعلم الفصحى التي تمثل المستوى الرسمي  يصعب عليه حينئذ تعلمها على  جميع المستويات اللغوية،فضلا عن إتقانها،کما أن في تعلم العامية قبل الفصحى آثارًا سلبية أخرى إذ لو أتقن عامية تخص بيئة لغوية معينة وتعايش معها عشرات السنين،ثم انتقل إلى بيئة لغوية أخرى فسوف يصعب عليه التواصل مع أصحاب هذه البيئة بسبب الاختلاف اللهجي الخاص بعاميتهم، وسيجد أنه لا يمکنه التواصل مع أصحاب هذه البيئة إلا إذا تعلم عاميتهم ،وهذا بحد ذاته يشکل على من يتواصل مع أصحاب هذه اللهجة صعوبة بالغة ،والحل بداية لدارسي الفصحى هو تعلم الفصحى أولا قبل أن يخوضوا في معمعة تلک اللهجات العاميات ،والمشاکل التي تصاحبها في الفهم والتواصل مع تلک البيئات اللغوية ،ولابد أيضا من تضافر الجهود  في المجتمع اللغوي لدعم الفصحى وانتشارها حتى تمثل القناة اللغوية الموحدة سواء لدارسي العربية من غير أهلها،أو لأهلها من العرب الذين لا يتکلمون بها ويستغنون عنها بالتخاطب بتلک العاميات ،هذا بالإضافة إلى أنه لا صراع بين الفصحى وتلک العاميات ؛فکل منهما يکمل الآخر ،ولابد لکليهما أن يتواجدا في المجتمع اللغوي ويدلان على الصحة اللغوية فيه ؛ فدعم الفصحىى يعد الملاذ الوحيد في التواصل ،وتجنب العديد من المشکلات التي تطرأ من جراء تعلم العاميات أولا.