(مثالية الجوع في حياة عرب الجاهلية) دراسة موضوعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

لتنظر في مثالية الجائع، أو مثالية الجوع في العصر الجاهلي، کما صورها الشعراء في ذلک العصر؛ إذ إن الجوع من المشاکل الاجتماعية الخطيرةالتي تودي بحياة البشر، وتقودهم إلى الهلاک، إذا لم يجابه خطره ويرد بأسه. وهو قديم قِدم الإنسان نفسه، ولم تکد تسلم منه أمة، ولا شعب، منذ أن خلق الله الأرض، وحتى يومنا هذا.
ومن ينعم النظر في الأدب العربي في العصر الجاهلي، ويحاول جمع أشتات الصورة للجوع يجد مثالية واضحة اعترت هذه الظاهرة، حاول من خلالها کثير من الشعراء إبراز مثاليتهم بألوان متنوعة، وأساليب عديدة، حتى تحققت هذه المثالية کما سنعرف من خلال شعر الجوع الذي قاله شعراء العصر الجاهلي.
ولعل هذه الدراسة تنضمّ إلى رکب الدراسات العديدة التي تثبت شرف العرب، وعزهم، وسمت بهم إلى ذرا المجد وقمم الشرف.
ومن أهم ما خلصت إليه أن الجاهليين خلصوا في تعاطيهم لموضوع الجوع إلى أمر مهم، نراه لب هذا البحث ولبابه، وهو الوصول لغور بعيد في أعماق النفس الإنسانية التي ميزت بعقلية متميزة فريدة بين الجوع وما يتبعه من هزال ونحافة، وبين البطنة وما يلحقها من قبح و ذمامة، فنفوها وما ينشأ عنها من قبيح القول والعمل عنهم، وذموها في أعرافهم وتقاليدهم، وحببوا إلى أنفسهم الجوع ونواتجه، لرؤيتهم ما ينتجه من مثل وقيم تسهم في إصلاح نفوسهم ومجتمعاتهم.