الأبوَّة والبنوّة في الشعر الأندلسي دراسة من منظور سيميائيات الأهواء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

يتناول البحث الأشعار التي درات بين الآباء والأبناء في الأدب الأندلسي التي تتسم بقيمتي (الأبوّة والبنوّة) النابعة من المشاعر والأحاسيس، والقيم الدينية والتربوية والثقافية؛ ما يجعل هذا النتاج الشعري له خصوصية في النظم وأبعاده العاطفية المنبثقة من تلک القيم؛ لذا کان حريّ بدراستها من خلال منظور (سيميائيات الأهواء) الذي يُعْنى بالبحث في الآثار المعنوية للذات الهويّة في النص من خلال مبادئ ورکائز تبرز الحالات النفسية والشعورية لها، وما تمرّ بها من مراحل تکوينية تتجسد مرحليًّا في الخطاب، مستعينة في ذلک بمبادئ سيميائية تسهم في قياس الأثر المعنوي للعاطفة، وأيضًا أثرها في الفعل والحدث.
وقد تمت الاستفادة في هذا البحث من بعض ما تناوله کتاب"سيميائيات الأهواء من حالات الأشياء إلى حالات النفس" لـ (ألجيراداس.ج.غريماس، وجاک فنتنيي)، الذي يعد أحد المؤلفات الرئيسة في العصر الحديث في هذا الصدد؛ وذلک باختيار ثلاث وسائل رئيسة مع الإشارة إلى الأدوات الأخرى التي أسهمت في تشکلها في النص الشعري، حيث تمت دراسة (الصنافات، والکيفيات، والتصاورات الوجودية)، إذ تمثل (الصنافات) المرجعية الهوويّة للدلالة في النص سواء کانت دينية، أو تربوية، أو اجتماعية...، وأما (الکيفيات) فهي تبرز الحالات التي تتسم بها الذات سواء کانت (الواجب، المعرفة، القدرة، الإرادة)، وفيما يتصل بـ (التصاور الوجودي) فهو يمثل التشکل الأخير للذات الهوية في الخطاب من خلال الذات (الکامنة، المحتملة، المحينة، المتحققة).
وبين البحث أثر الارتباط بين الأدب والعلوم والمعارف الأخرى: النفسية، والاجتماعية، وغيرهما في تحليل النص الشعري، بالاستفادة منها في بيان تجلياته لا أن تطغى على خصوصيته الأدبية.