التطورات السياسية في مصر (1914-1919) وموقف الولايات المتحدة منها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

في عام 1882 احتلت بريطانيا مصر التي کانت خاضعة لسيادة الدولة العثمانية في ظل حکم أسرة محمد علي، وقد احترمت بريطانيا تبعية مصر للدولة العثمانية، إلا أنه قبيل انطلاق الحرب العالمية الأولى عام 1914، شهدت مصر تطورات سياسية في ظل الاحتلال البريطاني، حيث توترت العلاقات بين الجانبين البريطاني والعثماني؛ بعد أن زجت بريطانيا بمصر في الميدان الحربي دون موافقة الدولة العثمانية صاحبة السيادة عليها؛ فقامت الدولة العثمانية بعدة إجراءات ضد مصالح بريطانيا التي أعلنت الحرب على العثمانيين في نوفمبر 1914، ثم أعلنت الحماية البريطانية على مصر في ديسمبر 1914، وبذلک انتهت السيادة العثمانية على مصر، وأصبحت مصر تابعة بشکل تام إلى الإمبراطورية البريطانية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى 1918، وفي ظل مبدأ حق تقرير المصير الذي جاء ضمن المبادئ الأربعة عشر التي أعلنها الرئيس الأمريکي وودرو ويلسون بعد دخول الولايات المتحدة الحرب، طلبت مصر إنهاء الحماية البريطانية، وإعلان استقلالها، إلا أن بريطانيا رفضت ذلک؛ فقامت ثورة 1919، وفي ظل ضغوط الثورة وتطوراتها، اضطرت بريطانيا إلى السماح لوفد مصري بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس لعرض القضية المصرية، وقد کان للولايات المتحدة موقف من الحماية البريطانية على مصر وثورة 1919، واختلف هذا الموقف باختلاف المؤسسات الأمريکية، فمؤسسة الرئاسة الأمريکية أيدت المصالح البريطانية ووافقت على الحماية، ورفضت مطالب ثورة 1919 باستقلال مصر، أما مؤسسة الکونجرس الأمريکي التي لجاء إليها المصريون بعد أن أصيبوا بخيبة الأمل في الرئيس ويلسون، فقد دعمت استقلال مصر، ورفضت التصديق على المعاهدة الموقعة من ويسلون في مؤتمر الصلح التي أقرت الحماية البريطانية على مصر، أي أن الکونجرس الأمريکي رفض تلک الحماية، وطالب بضرورة أن تصبح مصر دولة مستقلة.